اعدام موسوليني
ببينيتو موسوليني (1883- 1945) هو ديكتاتور إيطاليا ما بين 1922 و 1943، وقد سمي بالدوتشه Duce)) أي القائد.
وكان موسوليني أيضا رئيس الدولة الإيطالية ورئيس وزرائها، وفي بعض المراحل وزير الخارجية والداخلية، وهو من مؤسسي الحركة الفاشية الايطالية وأحد زعمائها.
قضى الدكتاتور موسوليني الأيام الأخيره من حكمه في ميلانو التي كانت مركز قوته، وفي 21 نيسان/ابريل 1945 كانت مدينة بولونيا قد سقطت أثناء الحرب في يد مقاومة جبهة التحرير الشعبية، وقـُـتل الحاكم العسكري بها.
حل موسوليني حكومته وحاول أن يتصالح مع جبهة التحرير التي انطلقت في الداخل لكن قادتها رفضوا، وحاول التوسط إليهم عن طريق رجال الدين، ووعدهم بأنه لن يغدر بهم؛ لكن الأوان كان قد فات.
في 25 نيسان/أبريل فر موسوليني من ميلانو تحت حماية قوات ألمانية الى كومو مدينة عشيقته الأخيرة " كلارا "، ومنها كتب آخر رسالة له الي زوجته " راخيلا " يطلب منها الهروب الى سويسرا، وفي اليوم التالي زاد خوفه ففر الى ميناجيو مدينة عشيقته الأخرى " أنجيلا ".
في 27 نيسان ضاقت به الأرض؛ ففر إلى الشمال في حماية قوات الألمان، غير أن قوات من جبهة التحرير الشعبية اعترضت القافلة، وبعد مفاوضات سمحت فقط للألمان دون الإيطاليين بالمرور شمالا. ومن أجل تهريبه ألبس الألمان موسوليني ملابس عسكرية ألمانية، وأخفوه في شاحنة بين الجنود؛ لكنه لم يكن صعبا على رجال جبهة التحرير الشعبية كشف الدكتاتور، والتعرف عليه من بين الجنود والقبض عليه مع " كلارا ".
في الساعة الواحدة و النصف من ظهر نفس اليوم نقلوه إلى بيت نائي ليقضي ليلته الأخيرة؛ ففي اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبية بإعدام موسيليني، وجاء العقيد "فاليريو"، الذي انضم سرا للجبهة، إلى مكان اعتقال موسوليني وأخبره بأنه جاء لينقذه، وطلب منه مرافقته إلى المركبة التي كانت في الإنتظار، وذهب به إلى فيلا بيلموت المجاورة، حيث كان في انتظارهم فرقة من الجنود.
كانت جبهة التحرير قد قبضت على أغلب معاونيه، وحددت 15 شخصا منهم للإعدام، وفي يوم 28 نيسان تم تجميعهم مع موسوليني وعشيقته "كلارا"، ونقلهم ليـُـشنقوا مقلوبين من أرجلهم في محطة البنزين في مدينة ميلانو.. فمن العادات القديمة في الأعراف الإيطالية، أن النصّـاب أو المحتال يعاقب بالإعدام مقلوب مشنوق من إحدى قدميه.
في ميدان "دونجو" بميلانو يوجد حالياً بنك مكان محطة الوقود، ومبنى شركة " يوبي اي ام" بجانب المحطة لايزال موجوداً، وعلى جدرانه لا تزال آثار الرصاص يوم إعدام موسوليني وأعوانه.
لمّـا علم هتلر بالنهاية البشعة لحليفه، وبعد أن تأكد من هزيمته في الحرب، قرر بأن يقتل بعض من أعوانه الكبار ثم ينتحر هو نفسه و تُحرق جثته خوفا من التمثيل بها، وعندما بحثوا عنها بعد سقوط برلين وجدوا من فقط بقايا من أسنانه.
http://www.maktoobblog.com/userFiles/a/k/akh/images/mussolini1.jpg: