السلطان الثاني و هو أورخان الأول :
ولد في سنة 680 و تولى السلطة في
17 رمضان سنة 726 ، بالغاً من العمر 46 سنة ، فمدّة سلطنته 35 سنة . و كانت عاصمته
أولايكي شهر ، ثم بروسة . و اتخذ أخاه علاء الدين وزيراً له ، و فوّض له الأمور
الإدارية ، و هو أول وزير في الدولة العثمانية .
و في سنة 727 أرسل أمبراطور
قسطنطينية إمداداً عظيماً إلى تكفور أزميد لمحاربة أورخان ، و انبنى على ذلك
استيلاء عبد الرحمن الغازي وقور كورألب على حصار قندرة و محاصرتهما قلعة إيدوس
فأرسلت إبنة محافظها مكتوبًا إلى عبد الرحمن الغازي ترشده عن الطرق السهلة لفتح
القلعة ، ففتحت بسببها ، و أرسل الغازي المشار إليه الغنائم مع البنت المذكورة إلى
السلطان ، فأكرمها غاية الإكرام ، و زوّجها بعبد الرحمن الغازي المذكور .
و
في سنة 827 فتح السلطان بنفسه أزميد و قيون حصارى و غيرهما .
و في سنة 729
سنّ الوزير علاء الدين قانوناً للإدارة ، و فتح ضرب خانة فضرب نقوداً كثيرة باسم
أورخان ، و انشأ جيشاً منتظماً من المسلمين باسم يكي جرى ( أي المعسكر الجديد ) ، و
خيّر غير المسلمين في الدخول بالجيش ، فدخل بعضهم .
و في سنة 731 حصلت
مناوشات بين الأروام و المسلمين ، نتج منها فتح مدينة أزمبيق ، و عين فيها سليمان
باشا ابن السلطان محافظاً ، و قد سلم الأروام الساكنون في ضواحيها أنفسهم للمحافظ
المذكور . و في هذا العام توفي الوزير علاء الدين ، و عين بدله سليمان باشا المذكور
. و في أثناء ذلك طلب أمبراطور القسطنطينية الصلح فقبله منه السلطان . و من سنة 732
لغاية سنة 745 لم تحصل حروب بل اشتغل السلطان بنظام الداخلية . و في سنة 746 جدد
السلطان الصلح مع الأمبراطور ، و ذهب بعائلته إلى اسكودار ، و هي مدينة بآسيا أمام
الأستانة ، فاستقبله الأمبراطور ، ثم عاد .
و بعد ذلك إتفق الأمبراطور مع
حكومة الو نديك على مضادة السلطان . و هذا أول اتفاق بين ملوك المسيحين على مضادة
العثمانيين . فعين السلطان إبنه سليمان باشا الوزير سردارا في عموم روملي و معه
كوسه ميخال و الحاج إيلي و غيرهما من الأمراء .
و في سنة 756 عبروا البحر
الأبيض و استولوا على كليبولي ، و في أثناء ذلك حصلت فتنة في عائلة أمبراطور
الأستانة ، و طلب من سليمان باشا الإعانة ، فأرسل أليه رجالاً . و إذا بالأروام و
حكومات المجر و الصرب و البلغار و الأفلاق اتحدوا على محاربة العثمانيين و طردهم من
أوروبا ، و هذا الاتفاق الثاني منهم . فاضطر سليمان باشا إلى سرعة مقابلتهم و بعد
قتال عنيف انتصر عليهم . و أعقب ذلك زلزلة عظيمة فهدمت أغلب القلاع و المدن و لم
تشغل سليمان عن الحرب بل فتح تكفور طاغي و ما حولها . فطلب الأروام استرداد ذلك
بدفع نقود تعويضاً و لمصادفة فتح جهات أخرى بمعرفة الحاج إيلي لم يتم الاسترداد
.
و عقب ذلك تصادم فرسه بشجرة عظيمة و هو راكب أثناء صيده فمات بذلك سنة 761
. و بوصول هذا الخبر المحزن لأبيه السلطان توفي أيضاً بالغاً من العمر ثمانين سنة .
و كان أولاده ثلاثاً ، مراد و سليمان و قاسم ، فالأخير مات صغيراً .