من الصعب جدا" تعريف أو تفسير الحب أو مفهومه أو
معناه الحقيقي الصحيح برغم من أننا نعتقد أننا نعرفه جميعا.
ولكن إذا سالت أي
شخص ما هو الحب؟ سيتعثر في الكلام ولن تجد الإجابة
الحقيقية والصحيحة الكاملة
أو الواضحة.
و لكن لا خلاف أن الحب يعتبر أقوى حالات الانفعال التي تتفجر في
النفس
الحب ظاهرة إنسانية عظيمة وهي متأصلة في النفوس الإنسانية وقد اختلف
البشر على أنواعهم عامة وخاصة في ماهية الحب وتعريفه التعريف الاسمي إذ انه يمثل
حالة خاصة من حالات النفس الإنسانية.
الحب ، هذا الرابط العجيب الذي يضمن
التضامن والتعاضد ما بين الأشخاص أزواجا كانوا أم أصدقاء أم رفاقا أو بينهم صلة رحم
أو حتي جيران
أي في الطبيعي ومن المفترض أن يهيمن الحب على أي علاقة إنسانية
فهناك حب الوطن و هو الذي يجعلك شمعة تذوب كي يعيش الآخرون و كذلك حب الأم
وقبل كل ذلك حب الخالق فنحن نقف جميعا مع الحب ضد الكراهية والعنف الذي لا يخلف إلا
الدمار.... و ما أحوج عالمنا الحالي إلى الحب
و في الحقيقة في موضوعي لن
أتكلم عن أشكال الحب السابقة و لكن سأتكلم و بالتحديد عن الحب العذري الذي يكون
بالقلب دون الجوارح
ما هو الحب العذري ... نقي .. طاهر
.... حب للجوهر والقلب .... لماذا أطلق عليه هذا الاسم هل لأنه لا يرتبط
بالجسد
في الحقيقة للتسمية أصل
تاريخي
وهو نسبة إلي قبيلة عذرة في أيام بني أمية ونسب
إليها، واشتهرت به وبكثرة عشاقها المتيمين الصادقين في حبهم، المخلصين لمحبوباتهم،
الذين يستبد بهم الحب، ويشتد بهم الوجد، ويسيطر عليهم الحرمان، حتى يصل بهم إلى
درجة من الضنى والهزال كانت تفضي بهم في أكثر الأحيان إلى الموت، دون أن يغير هذا
كله من قوة عواطفهم وثباتها، أو يضعف من إخلاصهم ووفائهم، أو يدفعهم إلى السلو
والنسيان.
وقديماً قال رجل منهم : "لقد تركت بالحي ثلاثين قد خامرهم السل
وما بهم داء إلا الحب".
عذرة لم تنفرد وحدها من بين القبائل العربية بهذا اللون
من الحب، وإنما ظهر أيضاً في غيرها من القبائل كقبيلة بني عامر حيث ظهر مجنون ليلى
قيس بن الملوح، وقبيلة بني كنانة حيث ظهر قيس بن ذريح صاحب لبنى.
تاريخنا
ملئ بقصص الحب التي تجعلك تشعر عند قرأتها أنهم مختلفون و أحيانا تشعر أن ما كتبه
التاريخ مبالغ فيه
و سوف أبدأ بعرض أشهر هذه القصص تباعا بعون الله و لكن
قبل عرض هذه القصص لابد من طرح سؤال قد يدور في ذهن الكثير لماذا طرح هذا الموضوع و
خصوصا كلمة الحب كلمة حساسة يخاف أن يتطرق لها الكثير
و
الأسباب التي دفعتني لعرض هذا الموضوع هي
1- أنه جزء من تاريخنا
2-
عقد مقارنة ذهنية سريعة بين هذه القصص و بين ما يحدث في الطرقات و علي الهواتف و
شرائط الشات في المحطات الفضائية و يسمونه حبا
في الحقيقة أن ما يحدث الآن تحت
مسمي الحب أصبح مستفز فأحببت أن أعرض نماذج مختلفة لا يعرف عنها الكثير إلا مسميات
3- في كل قصة عبرة و عظة تحتضنها مشاعر الحب و سنحاول بعون الله استخلاصها و
إلقاء الضوء عليها