بوابة الثقافة والمعرفة |
|
| لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمد شحاته Web Master
عدد الرسائل : 376 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 29, 2008 5:18 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
من كتاب : الحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . الكاتب : عبدالعزيز ابراهيم العمري
الحرف العامة :
1- الحدادة :
الحدادة هي معالجة الحديد كما فهمها اللغويون ويعني ذلك صناعة الحديد وتشكيله بأشكال مطلوبة للانتفاع بها ويسمى عامل ذلك ( الحداّد ) . وقد كانت الحدادة قديمة بين الناس نظراً لأنها تسّد حاجات كثيرة لا غنى للإنسان عنها وأكثر ما توجد الحدادة في المدن والحضر وتكاد تنعدم عند العرب في البادية , ونظراً لقلة الحاجة إليها فإنهم يجلبون ما يحتاجون إليه من أدوات قليلة من المدن . كما ان الأعراب خاصة والعرب عامة كان لديهم احتقار لأهل الصنائع كلها وبالدرجة الأولى ( الحداد ) فكانوا يعيرونه ويعتبرونه من طبقة وضيعة وكانوا يسمونه ( القين ) . وقد حاول الرسول صلى الله عليه وسلم تغيير نظرة الناس إلى الحداد بدفعه ولده ابراهيم الى امرأة قين في المدينة يدعى أبا سيف , لكي ترضع ابراهيم في الوقت الذي كان الناس يدفعون اولادهم إلى أشراف القبائل وزعمائهم ليرضعوا اولادهم . وكانت الحدادة منتشرة في مدن الحجاز المختلفة وتلبي احتياجات الناس المختلفة , وكان معظم الحدادين إما أرقاء أو من أصل غير عربي نظراً لأحتقار العرب لهذه الصنعة ولمن يقوم بها , وللأسف فهذا الأحتقار لا زالت له بقية عند البوادي والأعراب الذين ما زالوا ينظرون الى الصانع باحتقار ويعيرونه وهي عادة من بقايا الجاهلية عندهم وقد استغل هذا الجانب غير العرب فكانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يقومون بهذه الصنعة وتدر عليهم الكثير من الأموال , وقد أستغل اليهود ذلك فعملوا بالحدادة واحتكروها لأنفسهم فكانت مصدر دخل كبير بالنسبة لهم , فكانوا مختصين في صناعة الاسلحة المختلفة والأدوات الزراعية حتى أصبح لديهم مستودعات يطلب الناس منهم السلاح والآلات في وقت الحاجة فيدفعونها لهم بأسعار غالية , كما اننا حين نرى الحدادين الآخرين نكاد لا نجد فيهم عربياً وإنما معظمهم اما من اليهود أو الموالي . وعند الكلام على قوله تعالى : (( وقال الذين كفروا إن هذا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءو ظلماً وزوراً )) آية 4 / سورة الفرقان
وقوله تعالى : (( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين )) آية 4 / سورة النحل نجد ان المفسرين ذكروا اسماء ليهود أو لموال مختلفين في اسمائهم كانوا صناعا او صياقل في مكة زعم المشركون انهم كانوا يعلمون محمداً صلى الله عليه وسلم , فرد عليهم القرآن الكريم بهذه الآيات .
ومن ذلك نرى وجود صناع من الموالي في مكة قبل الهجرة النبوية بينتهم لنا كتب التفسير بل ربما ذكرت أسماءهم مع اختلاف فيها . واما الحدادون الذين عاصروا الرسول فنجد منهم الصحابي الجليل ( خباب بن الأرت ) الذي كان حداداً في مكة في أول الدعوة وكان يعمل للناس كثيراً من الحاجات من السلاح والأواني , وقد عمل ( للعاصي بن وائل ) بعض الأشياء فقال له العاصي لا أعطيك حقك حتى تكفر بمحمد ؟ فقال له خباب لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث ؟ فقال العاصي دعني حتى اموت وأبعث فسأوتي مالا وولدا , فأقضيك فوالله لن تكون آثر عند الله مني , فنزلت قوله تعالى : (( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لآوتين مالاً وولدا )) آية 77 / سورة مريم وقد كان منهم أيضاً أبو سيف وهو قين في المدينة من الأنصار زوج ام سيف مرضعة ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم , وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يزرو ابنه عندهم وقد ذكر انس بن مالك رضي الله عنه ان الرسول أتى إلى بيت أبي سيف وكان ينفخ في كيره وقد أمتلأ البيت دخاناً . كما ذكر من الحدادين ( مرزوق الصيقل ) وقد ذكر انه صقل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذو الفقار ) . ومن الحدادين في الطائف كان الأزرق بن عقبة الثقفي وكان رومياً حداداً وهو من رقيق أهل الطائف الذين نزلوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم اثناء حصاره للطائف فأعتقهم . ومما يدل على كثرة الحدادين في الحجاز في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرسول حين أفتتح خيبر احضر منها ثلاثين حداداً وجعلهم في المدينة يصنعون للناس وينتفع بهم الناس في عمل كثير من حاجاتهم , وهذا العدد يدل على عظم الحدادة وازدهارها في خيبر في ذلك الوقت فإذا كان قد توافر هذا العدد الكبير من الحدادين لخيبر وليست بأكبر مدن الحجاز ولا أغناها , فمن المحتمل جدا توافر اكثر من هذا العدد في مدن الحجاز الكبرى مثل مكة والمدينة والطائف وغيرها . وقد كان هؤلاء الصنّاع يلبون حاجات المزارعين من آلات تفيدهم في الزراعة كالمسحاة والفأس وغيرها وهي مما يستفاد منها في البناء والحفر أيضا . كما انهم كانوا يقومون بصناعة وصيانة الأسلحة المختلفة فهم يصنعون السيوف والسكاكين ويصقلونها , ويصنعون الخناجر , كما انهم كانوا يقومون بصنع الدروع والمغافر وما يتعلق بها من اسلحة الدفاع عن النفس , كما يقومون بصناعة الرءوس الحديدية والسهام وصقلها بطريقة معينة . كما يقومون بصناعة الكثير من الحاجيات والأواني مما تحتاج إليه المنازل كالقدور وغيرها , فقد ذكر أنه كان لعبدالله بن جدعان ( وهو من أشراف مكة ) جفنة للأضياف يستظل بظلها في الهاجرة يأكل منها الراكب على البعير من عظمها , كما كان الحدادون يقومون بعمل اللجم اللازمة للدواب من الخيل وغيرها ويصنعون القطع الحديدية التي تدخل في تركيب اللجام , كما ان النجارين يصنعون كراسي خشبية يضع لها الحدادون أرجلاً من حديد , وقد جلس الرسول صلى الله عليه وسلم على كرسي بهذا الشكل في مسجده . أما أدوات الحدادة فكانت معروفه لدى حدادي الحجاز في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولولا معرفتهم بهذه الأدوات المساعدة لهم في عملهم ما تمكنوا من هذه الصنعة . فهم يعرفون ( الكير ) وهو جلد غليظ ذو حافات ينفخ فيه الحداد وقد يكون مبنياً من الطين ويسمى ( كور ) وهو يساعد على رفع درجة حرارة النار التي يحمى عليها الحديد فتساعد على تليين الحديد , وقد ورد ذكر الكير في قصة زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم لبيت أبي سيف الحداد السابقة , كما ورد ذكره في حديث تمثيل الجليس السوء بنافخ الكير . كما عرفوا المطرقة بل صنعوها أيضاً بأشكال مختلفة تلبي مختلف الحاجات وعرفوا أدوات أخرى تساعدهم في صنعتهم , فكانوا يلبون حاجات الناس المختلفة بخبراتهم القليلة وما يتوفر في بيئتهم .
| |
| | | محمد شحاته Web Master
عدد الرسائل : 376 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 29, 2008 5:18 pm | |
| الصياغة :
هي حرفة الصائغ , وصاغ الشيئ أي هيأه على مثال مستقيم , وسكبه عليه فانصاغ . والصياغة تأتي بمعنى حسن الصيغة أي حسن العمل , ويطلق لفظ الصائغ على من يحترف الصياغة ويعمل في سبك الذهب أو الفضة وغيرها من المعادن الثمينة .
والصياغة والعمل بالمعادن الثمينة كانت قديمة في مختلف المم السابقة ويظهر ذلك من خلال ما بقي من أثر للفراعنة او لليونان او الفرس وغيرهم من الأمم القديمة ذات الحضارة . ويبدو ان أهل الحجاز لديهم معرفة بالصياغة وطرقها ووجد لديهم صواغ قبيل ظهور الإسلام وبعد ذلك حيث ان أهالي الحجاز في العصر الجاهلي عرفوا الحلي الذهبية والفضية والنحاسية وغيرها مما يدل على وجود أناس كانوا يعملون هذه الأشياء إضافة الى أن بعضاً من هذه الحلي كان مستورداً من بلاد أخرى , وقد كان يتعاطى هذه الصنعة أرذل الناس عند العرب كاليهود والموالي أما الأشراف فإنهم يربؤون بأنفسهم عن ذلك . وفي المدينة المنورة اشتهر اليهود بإجادتهم للصياغة حيث ان هناك عدداً كبيراً من الصواغ من بني قينقاع وغيرهم من يهود حيث نرى أن المؤرخين يذكرون في سبب غزو الرسول لبني قينقاع ( أن امرأة من المسلمين جلست الى صائغ من بني قينقاع فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى ربط ثوبها الى ظهرها , فلما قامت انكشفت عورتها .... القصة ) وحينما أجلى الرسول يهود بني قينقاع من المدينة وجد الرسول في منازلهم كثيراً من السلاح وآلات الصياغة وهذه الآلات تدل على أحترافهم للصياغة , يقول ابن الأثير : ( وغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ما كان لهم من مال ولم يكن لهم أرضون وانما كانوا صاغة ) . وفي حديث عن علي رضي الله عنه قال : لما أردت أن أبتني لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغاً من بني قينقاع أن يرتحل معي فناتي بأذخر أردت ان أبيعه من الصواغين وأستعين به في وليمة عرس ) وهكذا نرى من خلال هذه النصوص أن يهود بني قينقاع من أشهر الصواغين في المدينة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم . كما ان مكة المكرمة كان فيها مجموعة من الصواغين كشان المدينة وغيرها وكان صواغ مكة يستعملون الأذخر في عملهم , يدل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عنها : ( إنه لا يختلي خلاؤها ولا يعضد شجرها فقال العباس : إلا الأذخر فإنه للقيون وظهور البيوت فرخص في ذلك ) وهذا يدل على أن هناك صواغاً وصناعاً في مكة يحتاجون الى الأذخر فرخص لهم الرسول صلى الله لعيه وسلم في ذلك , وقد كان في المدينة مجموعة من الصواغ ورد ذكر لهم من خلال النصوص منهم أبورافع الصائغ من المخضرمين , عاصر الرسول وأبابكر وعمر وكان عمر رضي الله عنه يمازحه ويقول : ( أكذب الناس الصائغ يقول اليوم غداً ) .
كما ان مدن الحجاز الأخرى كالطائف وخيبر ووادي القرى وغيرها لم تكن تخلو من صواغ يقومون بعمل حلي النساء وغيرها مما يختصون بعمله . وانتاج الصواغ في الحجاز كغيرهم يتعلق بأمور كثيرة من حاجيات الناس فكان على رأس الأشياء التي يصوغونها الذهب والفضة وكانوا يعملون منه العديد من الحلي المختلفة التي اشتهرت في بلاد الحجاز أيام الرسول , من خواتم وأسوار وقلائد وغيرها من الحلي , كما كانوا يعرفون الخلاخل للنساء يقول تعالى : (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) آية 31 / سورة النور ويدور المفسرين حول هذه الآية على نهي النساء عن أن يضربن بأرجلهن في المشي حتى لا يسمع صوت خلاخيلهن , فكأنهم يخبروننا ان النساء على هذه الحال من أظهار صوت الخلخال , فنزلت هذه الآية في النهي عن ذلك . وقد أشتهر عن بعض النساء كثرة حليهن ومنهن ( بدية بنت غيلان بن مظعون الثقفية ) و ( الفارعة بنت عقيل الثقفية ) وقد طلبت احدى الصحابيات من النبي صلى الله عليه وسلم اثناء حصاره الطائف ان فتح الله عليه الطائف ان يعطيها حلي احدى هاتين المرأتين لانهما كانتا من اكثر النساء حلياً . ووجدت الحلي عند الكثير من النساء في المدينة وفيها حلي من ذهب وفضة وقد وردت أخبار ذلك في كتب الحديث واكثرها فيما يتعلق بزكاة الحلي , فذكر عن (زينب بنت معاوية الثقفية) زوجة ( عبدالله بن مسعود ) رضي الله عنه ان عندها حلياً من ذهب وفضة , وكان منها طوق من ذهب فيه عشرون مثقالاً . وقد كان الصواغ يعملون بعض الأشياء الأخرى غير الحلي , من ذلك عمل بعض الإصلاحات للأسنان والأنف من الذهب , وقد كان هذا معروفاً في الأمم القديمة , وربما عرف ذلك في زمن النبي صلى الله لعيه وسلم حيث ان عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يربط أسنانه بالذهب . كما ان الصواغ صنعوا أنفاً صناعية من الفضة ومن الذهب زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة فقد كان ( الضحاك بن عرفجة ) قد أصيب أنفه في أحدى الغزوات فقطع , فصنع له أنف من فضة , فأنتن عليه , فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفاً من ذهب . وقد كان الصواغ يقومون بصناعة الخواتم ويكتبون عليها اذا طلب منهم ذلك , ولا ادل على هذا من صناعة خاتم النبي صلى الله عليه وسلم , فحينما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم الكتابة الى ملك الروم قيل له انهم لا يقرؤون الكتاب الا اذا كان مختوماً . فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصنع لهم خاتم , فصنع له خاتم من الفضة ونقش عليه ( محمد رسول الله ) وكل كلمة في سطر . ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أحد خاتماً عليه نقش مثل نقشه , وقد ظل هذا الخاتم عند ابي بكر ثم عند عمر ثم عند عثمان حتى سقط من يده في بئر أريس في المدينة وحاول المسلمون استخراجه فلم يستطيعوا . وقد كان المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخذون خواتم بأسمائهم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد دلت على ذلك الأحداث التي وقعت في عهد عثمان رضي الله عنه . وقد استخدم بعض الجاهليين أواني الذهب والفضة فكان في مكة وغيرها من مدن الحجاز بعض الأثرياء الذين يستعملون أواني الذهب والفضة وكان يعملها لهم بعض الصاغة , وقد حرم الإسلام أواني الذهب والفضة وشدد الرسول في ذلك مما يؤكد ان بعض الناس كان يستعملها في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم , كما ان الصواغ كانوا يقومون بتحلية السيوف وتزيينها بالذهب أوالفضة وذلك أفتخاراً من العرب بالسلاح وتكريماً له , فقد كان سيف ابي جهل الذي غنمه المسلمون بعد معركة بدر مزيناً بالفضة وفيه حلق منها , كما ان سيف الرسول صلى الله عليه وسلم الذي دخل به مكة يوم الفتح كان محلى بالذهب والفضة , وكذلك الحال بالنسبة لبعض الأقواس أو الرماح التي كان بعضهم يحليها بالذهب او الفضة وذلك لاعتزازه ولدواعي الفخر بهذا السلاح . وقد عرف الصواغون الكثير من الأدوات التي تساعدهم في صنعتهم فكانوا يستعملون ( الكير ) لاذابة المعادن بفعل الحرارة وسكبها على الشكل المطلوب , كما انهم أستعملوا مطارق صغيرة خاصة بهم وذلك لدقة عملهم , ويسمون اصغر المطارق عندهم ( العسقلان ) كما يستعمل الصواغ منفاخاً صغيراً وهو عبارة عن حديدة مجوفة ينفخ فيها الصائغ وتسمى ( الحملاج ) , كما عرفوا بعض الآلات الصغيرة التي تدخل في الخواتم والأساور اثناء تصنيعها او نقشها . كما ان الصواغ كان لديهم ما يستعينون به في الكتابة على الخواتم او الحلي بدليل خاتم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ذكرنا سابقاً انه نقش له في المدينة وما ذكرناه عن الصواغ وما يتعلق بهم قد تكون النصوص أجبرتنا على تحديدة إما في مكة او المدينة او الطائف إلا أن مدن الحجاز وقراها الأخرى كخيبر ووادي القرى يمكن ان يكون قد وجد فيها صواغ مهرة خصوصاً إذا علمنا ان سكان خيبر ووادي القرى من يهود وهو اناس يجيدون صناعة الحلي وحرفة الصياغة .
| |
| | | محمد شحاته Web Master
عدد الرسائل : 376 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 29, 2008 5:19 pm | |
| التعدين :
هو أستخراج المعادن الخام من مناجمها وتنقيتها والاستفادة منها , وحيث ان بلاد الحجاز لا تخلو من المعادن , فإن التعدين قد عرف في العصر النبوي ويتبين لنا ذلك من النصوص حيث ذكر أن ( أبا الحصين السلمي ) قدم بذهب من معدن فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم , وهو يطلقون لفظة ( معدن ) ويريدون به المنجم أو ما يؤخذ منه المعدن . كما ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقطع ( بلال بن الحارث المزني ) معادن القبيلة , وهي من اعمال الفرع بالمدينة وهي جبال بين المدينة وينبع , وكتب الرسول صلى الله عليه وسلم كتاباً بذلك , وقد كان من المعادن المعروفه والمستغلة منذ القدم معدن ( فران ) وهو لبني سليم وهو فيما نجد والحجاز , وهو منجم للذهب ويسمى عند المؤرخين معدن بني سليم ويسمى حالياً ( مهد الذهب ) وقد طور أخيراً بحيث يخرج كميات كبيرة من الذهب . وكان هناك معدن لبني كلاب قرب المدينة يقال له ( الأحسن ) , وهناك معدن بناحية الفرع على مقربة من المدينة يقال له ( بحران ) وقد ورد ذكر له من خلال نصوص السيرة النبوية مما يدل على أنه كان معروفاً بأنه معدن وقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم غزوة سميت غزوة الفرع . يقول أبن هشام ) ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قريشاً ...... حتى بلغ بحران معدن بالحجاز من ناحية الفرع ) كما ورد ذكر عن معدن يقع بين مكة والطائف يقال له ( المعدن ) معدن ( البرم ) وتشترك قريش وثقيف سكن معدن البرم وربما في استغلاله . وقد ذكر عن تجارة قريش المتجهة إلى الشام أن أكثرها فضة فلا يستبعد ان تكون قد أستخرجت من مناجم بقرب مكة أو الطائف نظراً لارتباطها التجاري , والمتوقع أنه في حال استغلال هذه المناجم في الحجاز او غيرها من قبل بعض القبائل فلا بد ان يكون الاستغلال بدائياً نظراً لإمكاناتهم القليلة , وصعوبة الحفر والتنقيب في تلك الأيام لأن الأعمال كلها يدوية والخبرات قليلة ولا يستبعد استعانتهم ببعض الموالي في العمل .
| |
| | | محمد شحاته Web Master
عدد الرسائل : 376 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 29, 2008 5:19 pm | |
| الدباغة :
( الدباغة ) حرفة تقوم على أساس إصلاح جلود الحيوانات وإبعاد الصوف والشعر منها وتليينها وتنظيفها وتبديل رائحتها لكي تكون صالحة للاستفادة منها , والمكان الذي يتم إصلاح الجلود فيه ودبغها يسمى المدبغة . وتتم هذه العملية بواسطة طرق خاصة وباستخدام بعض الأشجار المعينة والنباتات التي تفيد في هذه العملية , كما انهم أستخدموا بعض الأحجار الخاصة كالجير وغيره وهي تساعد في هذه العملية بعد سحقها وكانت أهم الأشجار المعروفة لديهم والمستفاد منها في الدباغة شجر ( القرظ ) وهي اجود ما يدبغ بثمره وورقه , وينبت في الصحاري والقيعان من بلاد العرب وكان يباع في الأسواق في مدن الحجاز وقد أشتهر عن احد الصحابة أنه كان يبيع ( القرظ ) ويربح منه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم ذلك لما أصابه الرزق منه , حتى أصبح يسمى سعد القرظ , وربما سمي شجرة ( السلم ) , وقد كان بعض نساء المهاجرين في المدينة يقمن بدبغ الجلود مما يدل على انهن كن يجدن هذه الصنعة بمكة وانهن كن يعملنها ثم نقلنها إلى المدينة فكن يدبغن الجلود بها أيام الرسول صلى الله عليه وسلم , فهذه أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه تقول : ( لما أصيب جعفر وأصحابه دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بغت أربعين منا ) وتعني بذلك أربعين رطلا من دباغ . وقد ذكر عن ام المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها : انها كانت تعمل الأديم الطائفي , كما أن أم المؤمنين زينب بنت جحش كانت تدبغ الجلود وتخرزها وتتصدق بثمنها على الفقراء والمساكين . وقد أشتهرت مدينة الطائف بوجود المدابغ الكثيرة فيها وبكثرة إنتاجها من الأديم , يقول عنها الهمداني ( الطائف مدينة قديمة جاهلية وهي بلد الدباغ يدبغ بها الأهب الطائفية المعروكة ) وهكذا نرى وصف الهمداني لها بأنها بلد الدباغ مما يدل على كثرته فيها وشهرتها بالدباغ , وهو الحرفة الرئيسة لأهل الطائف بعد الزراعة إذ تعتمد عليه تجارتهم اعتماداً كبيراً حيث ان الجلود المدبوغة تصدر من الطائف عن طريق تجارة قريش وعن طريق سوق عكاظ وغيره من الأسواق المجاورة للطائف , حيث أن أديم الطائف كان يصل إلى الشام وفارس وإلى الحبشة , فكان ضمن هدايا قريش إلى النجاشي في الحبشة الأدم وهي الجلود المدبوغة وذلك حينما بعثوا عمرو بن العاص إلى النجاشي في محاولة من قريش لإيذاء المهاجرين المسلمين إلى الحبشة . | |
| | | محمد شحاته Web Master
عدد الرسائل : 376 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 29, 2008 5:19 pm | |
| الخرازة :
هي خياطة الجلود وتفصيلها و( المخرز ) ما يخرز به الجلد ( والخراز ) هو المحترف لخياطة الجلود وتفصيلها , ولا تزال كلمة خرّاز تستعمل حتى الآن لمن يعمل بالجلود في صنع الأحذية او الأحزمة أو غيرها من المصنوعات الجلدية , وقد كانت هذه الصناعة من الحرف الموجودة في الحجاز إذ عن طريقها يتم الاستفادة من الجلود فجميع منتجات الجلود لا بد من مرورها على الخرازين لكي تتم صناعة الأشياء منها من اثاث وأحذية أو أحزمة او غيرها . وقد كانت كثير من النساء تقوم بعملية ( الخرازة ) فقد كانت أم المؤمنين زينب بنت جحش ممن يجيد ( الخرازة ) وتعمل بها وتتصدق من ذلك , ويدل على أنها كانت تجيد هذه الصناعة في مكة ثم احترافها في المدينة وربما وجد الكثير من النساء الأخريات في مكة والمدينة يجدن هذه الصناعة . وقد كانت الكثير من الحاجيات تنتج عن خرازة الجلود وهي تلبي متطلبات ذلك الزمان , وأهم ما كان يصنع من ذلك ( القِربْ ) وهي التي تنقل فيها الماء من مكان إلى آخر , كما يخزن فيها الماء وغيره من السوائل سواء في السفر أم الحضر , عند البوادي أو الحواضر , وذلك لما تتميز به القرب من مرونة وليونة وخفة الوزن وقدرة على حفظ السوائل , وقد وردت عدة نصوص تدل على استخدام القرب في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وانها هي المستعملة في حفظ الماء والسمن والنبيذ وغيرها . كما استخدمت الجلود أيضاً في صنع الوسائد المختلفة وبعض الفرش فقد كان لدى الرسول صلى الله عليه وسلم وسادة من جلد حشوها ليف , كما كانوا يصنعون الأحذية وقد اشتهر من الأحذية في زمن الرسول النعال ( السبِتية ) وهي المصنوعة من جلود البقر المدبوغة بالقرظ , فقد ورد أن عبدالله بن عمر كان يحب أن يلبس النعال السبتية فسئل عن ذلك ؟ فقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويتوضأ فيها , وقد كانوا يصنعون الخفاف من الجلود ويستعملها الصحابة ومنهم رافع بن خديج رضي الله عنه الذي قام على خفين له فيهما رقاع لكي يجيزه الرسول صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى معركة أحد . ويبدو أن النساء كن يلبسن النعال , بل إن هناك نعالا تصنع خصيصاً للمراة وهي ( أحذية خاصة بالمرأة ) فقد سئلت عائشة رضي الله عنها هل تلبس المراة نعل الرجل ؟ فقالت قد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المترجلة من النساء . والمترجلة هي التي تتشبة بالرجال , فدل هذا الحديث على معرفة الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للأحذية الخاصة بالنساء والأحذية الخاصة بالرجال . كما انهم كانوا يصنعون المحازم والمناطق الجلدية ويحلونها فقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم منطقة من اديم فيها ثلاث حلق من فضة وطرفها من فضة . وقد كانت الكعبة تكسى احياناً بالجلود فلما فتحت مكة كساها الرسول صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية , وقد كانت بعض بيوت الأغنياء في البوادي تصنع من الأديم وتسمى ( الطراف ) , وقد استخدمت الجلود في صنع الدلاء وهو ما يستخرج به الماء من البئر بواسطة الحبال أو غيرها وكانت الحاضرة والبادية لا تستغني عنه . كما ان الجلود دخلت في صناعة سرج الخيل ولجامها فلا غنى عنها خصوصاً في اللجام الذي غالباً ما كانت أكثر أجزائه من الجلد , كما أن الجلود دخلت في صناعة السلاح بكثرة فاستعملت لتغليف أعمدة السيوف ولكساء الدبابات من الخارج وفي صناعة بعض التروس وصناعة الكنانة للسهام وغيرها من الصناعات الحربية . | |
| | | محمد شحاته Web Master
عدد الرسائل : 376 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 29, 2008 5:20 pm | |
| النسيج والخياطة :
النسيج والخياطة حرفتان متكاملتان تدعم إحداهما الأخرى , فالخياطة لا بد لها من نسيج مسبق والنسيج لا تتم الفائدة منه إلا بالخياطة في الغالب ... يقول ابن خلدون : ( هاتان الصناعتان ضروريتان في العمران لما يحتاج إليه البشر من الرفه ) , ثم يقول : ( وهاتان الصنعتان قديمتان في الخليقة لما أن الدفء ضروري للبشر في العمران المعتدل واما المنحرف إلى الحر فلا يحتاج أهله إلى دفء ) .
النسيج : حرفة ضرورية احترفها الناس منذ القدم لإيجاد الأقمشة الخاصة بالملابس كما أنها ضرورية لوجود حاجيات أخرى من الأثاث كبيوت الأعراب ( الخيام ) أو البسط وما إلى ذلك من بعض الضروريات وعند دراستنا للغزل والنسيج في بلاد الحجاز أيام الرسول صلى الله عليه وسلم فلابد من معرفتنا لإمكانيات تلك البلاد من توفر المواد الخام للنسيج في بيئتهم , إلى توافر الأيدي العاملة التي تقوم بعمل النسيج , إلى توافر الخبرة الفنية والمهارة اللازمة لهذه المهنة . وبدراسة سريعة للبيئة في منطقة الحجاز في محاولة لمعرفة مدى توفر المواد الخام نجد ان ( الصوف ) متوفر بكثرة نظراً لوفرة الثروة الحيوانية في المنطقة وبالتالي كان لابد من الاستفادة من هذا الصوف , فقام الناس بغزله والاستفاده منه حسب إمكاناتهم المتوفرة وحسب خبراتهم البسيطة , وقد كانت النساء في الغالب هن اللائي يقمن بعملية الغزل أكثر من الرجال نظراً لتفرغهن , وربما كان الرجال يعيبون على بعضهم عملهم بالغزل فيكلونها إلى النساء , وقد يكون لانشغال الرجال في أعمال أخرى دور في ترك هذه العملية للنساء , وقد كانت النساء يقمن بالنسيج في المدينة زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ورد في حديث البخاري : ( عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : جاءت امراة ببردة ... قال : أتدرون ما البردة ؟ فقيل له : نعم هي الشملة منسوج حاشيتها , قالت يا رسول الله إني نسجت هذه بيدي أكسوكها , فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها فخرج إلينا وإنها ازاره فقال رجل من القوم يا رسول الله أكسنيها فقال نعم , فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه فقال له القوم ما أحسنت سألتها أياه لقد علمت أنه لا يرد سائلا , فقال الرجل والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت , فكانت كفنه ) وقد وضع البخاري باباً لهذا الحديث سماه ( باب ذكر النسّاج ) ويدل هذا الحديث على إجادة بعض النساء للنسيج في المدينة وأنهن كن يقمن بذلك وينتجن بعض الملبوسات المنسوجة . ومما يؤكد الاستفادة من الأصواف ووجود أناس يعملون بها قوله تعالى في سورة النحل / آية 80 (( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين ))
ويستفاد من الصوف بنسجه بواسطة أداوت خاصة اهمها ( المِغزَل ) وهو ما يفتل به الصوف بحيث يحول إلى خيوط صوفية ثم تنسج فيما بعد , وقد ورد ذكر ( الغزل ) في قوله تعالى : (( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمةٌ هي أربى من أمةٍ إنما يبلوكم الله به وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون )) سورة النحل / آية 92 وهذه الآية تدل على معرفة المخاطبين بالغزل وتدل على أن الغالبية في الغزل للنساء فكانه يقول : ( إنكم إن فعلتم ذلك كنتم مثل امراة غزلت غزلاً وأحكمته ثم جعلته أنكاثاً ) , ويرجح وجود رجال يجيدون الحياكة والنسيج بدليل ما ورد عن سنان بن سعد رضي الله عنه ( قال : حكت للنبي صلى الله عليه وسلم جُبة من صوف وجعلت حاشيتها سوداء فلمّا لبسها قال : انظروا ما أحسنها وما أبهجها فقام إليه أعرابي فقال يا رسول الله هبها لي , قال : فكان إذا سُئل شيئا لم يبخل به فدفعها إليه وامر أن تحاك له جبة أخرى فمات وهي في المحاكة ) وقد يكون الرجل حاك الجبة للرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه وقد يكون اوصى أحدا بعملها لكي يقدمها هدية للرسول صلى الله عليه وسلم . لكن أياً كان الأمر فالنتيجة واحدة وهي وجود مهنة النسيج والحياكة في عصر الرسول في الحجاز , وقد وردت بعض الآثار تدل على أن بعض الصحابة كان يعمل الخز وهو نسيج يعمل من ( ابريسم ) وصوف وذكر من هؤلاء الزبير بن العوام وعمرو بن العاص . وقد وردت عدة أحاديث ترغّب المسلمين في تعليم فتياتهم ونسائهم الغزل حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( نعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل ) وقد كانت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها تغزل باستمرار فقيل لها عن ذلك فقالت إن المغزل يطرد الشيطان ويذهب بحديث النفس وقد بلغني ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال أعظمكن اجراً أطولكن طاقة , وكان الرسول يحثّ النساء على شغل فراغهن بالغزل . وقد عرفوا سقي النسيج بمادة خاصة تكسبه القوة والصلابة وتسمى ( الخَزِيرَة ) وهي كالحساء من دقيق ومواد أخرى , كما ان العرب وضعوا أسماء لكل ما يتعلق بالغزل والنسيج من أدوات وسموا أجزاء هذه الأدوات , فمنها مثلاً ( الحِفّ ) وهي الخشبة التي يلف عليها الحائك الثوب , و ( الصنّار ) وهي رأس المغزل و ( النيْر ) الخشبة المعترضة التي في الغزل , و( المداد ) عصا في طرفها صنارتان يمدد بها الثوب . كما ان هناك الكثير من أسماء أجزاء معينة في ادوات الغزل والنسيج كانت معروفة لدى العرب عموماً في مختلف البلاد قد يطول ذكرها فيما لو أستعرضناها وهي على أية حال مبثوثة في القواميس والمعاجم اللغوية , إلا أنها تؤكد لنا بالدرجة الأولى تمكّن العرب في الجاهلية وفي صدر الإسلام من هذه الحرفة , إلا أنها إذا قارناها ببلدان أخرى , كانت في الحجاز ضعيفة إلى حد ما , إذ لا مقارنة بين الحجاز واليمن مثلاً في مجال النسيج في تلك الأيام ومع ذلك كانت قائمة في الحجاز وتسد بعض الحاجات الاجتماعية فقد كانت تسد الحاجة لبعض الملبوسات البسيطة وخصوصاً عند الأعراب الذين لم يكونوا يهتمون بملابسهم كأهل الحضر , فالبادية من طبيعتهم الخشونة فكانوا يستعملون الأصواف أكثر من غيرهم ,إضافة إلى ذلك فقد كان الصوف غير المصنع يستفاد منه في أشياء أخرى كالفرش والوسائد , فقد بعثت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بفراش محشو صوف , فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ردّيه , ( مخافة أن ينام عن صلاة الليل ) نيجة لليونة الفراش . كما ان صناعة الحبال كانت من الصناعات الموجودة بكثرة في الحجاز سواء عند البادية أو الحاضرة ولم يكن يستغنى عنها في الحّل والسفر و ( الحبال ) كانوا يصنعونها من الصوف والجلود كما انهم يستخدمون بعض الأشجار والنباتات لصناعة الحبال وهي ما يسمى ( المسد ) وقد ورد في تفسير المسد في قوله تعالى (( وامرأته حمالة الحطب , في جيدها حبل من مسدٍ )) , أن المسد شجر يدق كما يدق الكتان فتفتل منه الحبال . كما ان الأعراب في البوادي كانوا بحاجة إلى بيوت يسكنونها وهي في الغالب مصنوعة من الشعر او الجلود وهي على أنواع منها ( الخِباء ) ويصنع من صوف , و ( البِجاد ) ويصنع من وبر , و ( الفسطاط ) وهو الكبير من بيوت الشعر , وهذه البيوت التي من الصوف تحتاج إلى عمليات طويلة من الغزل والنسيج والخياطة بطريقة معينة حتى يمكن استخدامها والاستفادة منها ولا يزال بعض الأعراب في البوادي حتى الان يستخدمون بيوت الشعر المصنوعة من الصوف , كما انهم كانوا يصنعون بعض الأثاث من الصوف كالبسط والسجاجيد , وكانت بدائية بسيطة تنسج مما يتوفر من أصواف الماعز وغيرها من الأصواف الخشنة , وقد كانت البسط معروفة في المدينة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم , وكان الرسول يضطجع على حصير فيؤثر في جلده فقال له عمر بن الخطاب بأبي وأمي يا رسول الله ألا أذنتنا فنبسط لك ( أي نضع لك البسط ) فقال صلى الله عليه وسلم : ما لي وللدنيا | |
| | | محمد شحاته Web Master
عدد الرسائل : 376 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 29, 2008 5:20 pm | |
| الَخِواصَة :
كما ان هناك حرفة اشتهرت في المدينة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي ( الخواصة ) وهي نسج بعض الأدوات والأثاث من خوص النخيل , فقد كانت المدينة بلداً زراعياً وقد أشتهرت بزراعة النخيل , وقد استفيد من جريد النخيل في عمل الخوص , فكان الخوص ينسج منه بعض الأشياء كالحصر التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعملها في بيته وينام عليها حتى أثّرت في جلده , وكان الأنصار في المدينة يعملون الخوص وقد تعلم سلمان الفارسي هذه الصنعة منهم واتخّذها حرفة يأكل منها , وقد استمر سلمان الفارسي رضي الله عنه حتى بعد ان أصبح أميراً على المدائن , فكان يقول : إني أحب أن آكل من عمل يدي .
وقد كانوا يصنعون ( القفاف ) من الخوص وهي على شكل أوعية توضع فيها الأمتعة والمحاصيل وهي تختلف في الحجم ولا تنفع للسوائل وهي قوية وخفيفة الوزن ولا تزال تستعمل حتى الآن في القرى . ويقوم بعمل الخوص الرجال والنساء وكانت بعض النساءفي عهد الرسول ربما تغزل الخوص وتنسجه في المسجد .
وقد استفيد من ليف النخل في صنع بعض انواع الحبال التي يستفاد منها في مختلف الأعمال فقد كان يستفاد من حبال الليف في ربط الحيوانات وقيادتها وغير ذلك , فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان في خيبر على حمار خطامه من ليف .
وقد ورد عن أنس بن مالك أن الرسول أردفه على حمار فوقه قطيفة مختطمة بحبل من ليف , واستفيد من الليف في حشو الوسائد والفرش , يقول عدي بن حاتم : إني مضيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت بيته فتناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقذفها إلي فقال اجلس على هذه . ويذكر انس أنه دخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وتحت رأسه مرفقة حشوها ليف , وهكذا كانت للخوص فوائد وكذلك كانت لليف فوائد .
| |
| | | fatafet40 عضو محترف
عدد الرسائل : 284 تاريخ التسجيل : 22/05/2008
| موضوع: رد: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس مايو 29, 2008 11:12 pm | |
| جميل أوى الموضوع وجديد جدااااااااااااااااااا | |
| | | إدارة المنتدى Admin
عدد الرسائل : 230 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 25/11/2007
| موضوع: رد: لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الأحد يونيو 01, 2008 4:45 pm | |
| - fatafet40 كتب:
- جميل أوى الموضوع
وجديد جدااااااااااااااااااا all thanks mis | |
| | | | لحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|