معركة العلمين
[تحرير]
غزو الحلفاء لإيطاليا
ان نجاح الحلفاء في حملات شمال أفريقيا جعلهم يسيطرون على جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط ليستخدموه كلوح قفز لقوات الحلفاء إلى إيطاليا ، مركز قوات الحلفاء في شمال افريقيا قرر شن هجمات ما سماها تشرتشل " نقطة ضعف " أوروبا .
اول ما قم به الحلفاء في ذلك الوقت بالسيطرة على جزيرة صقيلة ، و التي سميت ب عملية هيوسكي في 10 يوليو عام 1943 ، و الذي اثار استياء الشديد من قيادة موسوليني ، فقد تم خلعه في يوليو 25 عام 1943 من خلال المجلس الفاشي و تم وضعه تحت الإقامة الإجبارية في منتجع في باحد الجبال المنعزلة .
تم استبدال موسوليني ، بالجنرال بييترو بادوليو ، و الذي قام بمفاوضات استسلام مع الحلفاء في سبتمبر 8 عام 1943 ، لكن الألمان تحركوا بسرعة لإنقاذ الموقف ، و تم نزع تشكيلة السلاح الإيطالي و تغير شكله لتبدء مرحلة الدفاع عن إيطاليا .
قامت قوات الحلفاء بغزو الأراضي الإيطالية في سبتمبر 3 عام 1943 ، دخولا من صقيلة ، كما قامو بالإنزال في مناطق ساليرونو و تارنتو في سبتمر 9 ، ادى ذلك بإيطاليا ـ و التي كانت مستاءة مسبقا من موسوليني ، بالإشتراك مع حلفاء الغرب .
قامت فرقة كوماندوز ألمانية بعملية أواك و التي تم بها انقاذ موسوليني ، و تم تنصيبه من قبل النازيين كوزير للعلاقات الخارجية في شمال إيطاليا و التي سميت بجمهورية ايطالية.
قام الألمان بإنشاء دفاعات داخل الجبال و قد سمي الخط الدفاعي الرئيسي ب خط الشتاء ، و الذي قابله الحلفاء في شتاء 1943 و لم يستطيعوا اختراقة ، فتم الإنزال في منطقة انزيو فقامت القوات أخير بإختراق خط الدفاع الحديدي ، بالرغم من ذلك ، استطاع الألمان ان يقفوا قوات الحلفاء ، و ذلك عن خط جوستاف ( الدرع الرئيسي في خط الشتاء للدفاع ) الذي بقي صامدا ، اخيرا تم اختراق الخطوط الدفاعية الألمانية في مايو 1944 ، في خلال المحاولة الرابعة في مدة أربعة شهور ، الأمر الذي فتح الطريق إلى روما .
استطاع الحلفاء اخيرا الدخول إلى روما في 4 يونيو عام 1944 ، قبل يومين فقط من الإنزال في نورماندي ، قام الألمان بتراجع عسكري في خط الجوسيك شمال فلورنزا ،من سبتمبر 10 عام 1944 حتى اخر العام ، قامت قوات الحلفاء بمهاجمة الخط في أكبر المعارك شراسة خلال الحرب ، و استطاعوا اختراق خط الجوسك و لكن لم يستطيعوا التوغل داخل مزارع اللومباردي ، استكمل الهجوم من قبل قوات الحلفاء و بعض القوات الإيطالية في ابريل عام 1945 حتى استلمت ألمانيا في إيطاليا في ابريل 29 عام 1945 ، قبل يومين من اعتقال موسوليني و قبل يوم من انتحار هتلر .
[تحرير]
تحرير الحلفاء لفرنسا المحتلة
سقوط روما السريع ، ادى إلى غزو فرنسا الذي طال انتظاره ، عملية نورماندي المشهورة ، التي تم بها انزال جنود الحلفاء في يونيو 6 عام 1944 ، و التي استمرت أكثر من شهرين ، اشترك في العملية : أمريكا ، بريطانيا ، استراليا و القوات الكندية ايضا ، تم الهجوم بوتيرة بطيئة حيث كانت الحصون الألمانية قوية جدا ، ليتم اخيرا الغزو من خلال القوات الأمريكية و التي تسابقت ألويته في التوغل بأنحاء فرنسا مجبرة القوات الألمانية في نورماندي على الوقوع في فخ الحصار .
القصف الشديد للمرافق و المدن الألمانية ادى إلى التشتت و التقهقر من جانب الألمان ، داخليا ، نجا هتلر من الإغتيال أكثر من مرة ، اخطرها كانت في يوليو 20 من خلال مؤامرة ، و التي اعدت من كلوس شتافونبرج و اشترك مع ايروين روميل و الفرد ديلب ، المؤامرة خططت على اساس وضع قنبلة موقوتة في مكان معين لقتل هتلر ، و لكن الكثير من العوامل ادت إلى فشل المؤمراة ، و التي اصيب بها هتلر بجروح طفيفة .
عملية اوفرلورد خططت على اساس غزو فرنسا من الجنوب في اغسطس 15 عام 1944 ، و التي سميت بكود التنين ، بحلول سبتمبر 1944 ، كانت 3 فيالق من جيوش الحلفاء في مواجهة مباشرة مع خصمهم ألمانيا في الغرب ، كان هناك اعتقادا بأن الحرب ستنتهي بحلول الكريسماس عام 1944 .
في محاولة لتغيير مجرى الأمور ، قامت عملية ماركت جاردن ، و التي استطاع بها الحلفاء السيطرة على الجسور من خلال قصف جوي ، و ذلك لفتح الطريق لتحرير شمال هولندا ، لكن مع وجود عدد كثيف من القوات الألمانية هناك ، تم تدمير وحدة السرب الأول من الطيران البريطاني بكامله .
تغير حالة الجو في عام 1944 ادى إلى مشاكل كبيرة لدى قوات الحلفاء خلال المعارك في الجبهة الغربية ، استمر الأمريكان في بشن الهجمات على الدرع الدفاعي في معركة غابة هورتجين ( من سبتمر 13 عام 1944 ، حتى فبراير 10 عام 1945 ) مع ذلك صمد الألمان في دفاعهم ، ادى ذلك إلى صعوبة تقدم قوات الحلفاء .
ذلك الوضع قد تغير عندما قامت ألمانيا بشن هجمة مرتدة ، في ديسمبر 16 عام 1944 ، هجمة الأردنيس ، و التي سميت ايضا بمعركة بلوج ، و التي استسلم بها بعض الوحدات الأمريكية ، مع ذلك استطاع الحلفاء أن يغيروا مجرى المعركة و التى اوضحت بأنها اخر هجمة ألمانية في الحرب ، انتهت المعركة رسميا ب يانير 27 عام 1945 ،
اخر تحدي للحلفاء كان عند نهر الريهان ، و الذي تم تجاوزه في مارس عام 1945 ، و تم فتح الطريق إلى قلب ألمانيا ، كانت اخر القوات الألمانية قد حوصرت في روهر .
[تحرير]
انتهاء الحرب في اوروبا
في ابريل 27 عام 1945 ، اقترب الحلفاء كثيرا من ميلان ، و تم القبض على موسوليني من قبل المحاربين الإيطاليين ، و الذي كان يحاول الهرب من إيطاليا إلى سويسرا ثم السفر إلى ألمانيا مع الوحدة المضادة للجو الألمانية ، في ابريل 28 ، تم اعتقال موسوليني و بعض الفاشيين الآخرين معه و تم اخذه إلى دنجو ليتم اعدامه هناك ، ثم اخذت جثثهم و تم تعليقها امام محطة للوقود .
هتلر ، الذي عرف بموت موسوليني ، اقتنع اخيرا انه هذه هي نهاية الحرب ، مع ذلك بقي في برلين ، بالرغم من حصار القوات السوفياتيه للمدينة ، بالنهاية قام ادولف هتلر مع زوجته ايفا براون بالإنتحار داخل ملجئه ، موليا الأدميرال كارل دونتز من خلال وصيته ، كمستشار لألمانيا ، و لكن ألمانيا بقيت تحت حكم دونتز لسبعة ايام فقط حتى قام باعلان استسلام غير مشروط في مايو 8 عام 1945 .
[تحرير]
المسرح الآسيوي
سحابة مشروم بأرتفاع 18 كم ناتجة عن الانفجار النووي على مدينة ناكاساكي باليابان بتاربخ 9 اغسطس 1945
قامت القوات اليابانية بغزوالصين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدى بالولايات المتحدة وحلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان ، وعلى إثره، قررت اليابان ضرب ميناء "بيرل هاربر" في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار وبدون إعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا ، و إندونيسيا ، و الفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه "من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق".
بالحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة ألمانيا النازية، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال "دوجلاس مكارثر" بالهجوم ومحاولة استرجاع "غينيا الجديدة"، و جزر سليمان ، و بريطانيا الجديدة ، [وإيرلندا الجديدة،] و الفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.
استيلاء الحلفاء على جزيرتي "إيوجيما" و "أوكيناوا" اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الإتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة "منشوريا"
BOOM
المقبرة العسكرية الأمريكية في نورماندي
[تحرير]
الضحايا
فقد حوالي 70 مليون شخص حياته في الحرب العالمية الثانية، حوالي 20 مليون جندي و50 مليون مدني (التقديرات حول الرقم الصحيح تختلف). خسر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية حوالي 12.3 مليون عسكري، منهم 8 ملايين سوفييتي وخسرت قوات المحور 7.2 مليون عسكري منهم 5 ملايين ألماني. كانت خسائر السوفييت هي الأكبر في الأرواح، فخسرت ما مجموعه 28 مليون ضحية، منهم 20 مليون مدني و8 ملايين عسكري. وتشير التقديرات إلى أن الخسائر البشرية للحرب العالمية الثانية كانت موزعة بنسبة 84% للحلفاء و 16% لقوات المحور.
[تحرير]
عالم من الخراب
في نهاية الحرب،كان هناك ملايين اللاجئين المشردين، إنهار الاقتصاد الأوروبي ودمر 70% من البنية التحتية الصناعية فيها.
طلب المنتصرون في الشرق أن تدفع لهم تعويضات من قبل الأمم التي هزمت، وفي معاهدة السلام في باريس عام 1947، دفعت الدول التي عادت الاتحاد السوفييتي وهي المجر، فنلندا ورومانيا 300 مليون دولار أمريكي (بسعر الدولار لعام 1938) للاتحاد السوفييتي. وطلب من إيطاليا أن تدفع 360 مليون دولار تقاسمتها وبشكل رئيس اليونان ويوغوسلافيا والاتحاد السوفييتي.
على عكس ما حدث في الحرب العالمية الأولى، فإن المنتصرين في المعسكر الغربي لم يطالبوا بتعويضات من الأمم المهزومة. ولكن على العكس، فإن خطة تم إنشاؤها على يد سكرتير الدولة جورج مارشال، سميت "برنامج التعافي الأوروبي" والمشهور بمشروع مارشال، وطلب من الكونجرس الأمريكي أن يوظف مليار دولار لإعادة إعمار أوروبا، وذلك كجزء من الجهود لإعادة بناء الرأسمالية العالمية ولإطلاق عملية البناء لفترة ما بعد الحرب، وطبق نظام بريتون وودز الاقتصادي بعد الحرب.
و كان الهدف من الاصلاحات الامريكية بأوروبا هو كسب دعم الدول الاوربية للقطب الغربي ومساهمتها في منع انتشار الشيوعية باروبا، خصوصا بعد ظهور مظاهر الحرب الباردة بزعامة الاتحاد السوفياتي -القطب الشرقي- و الولايات المتحدة الأمريكية-القطب الغربي-ابتداءمن سنة1946 ،اضافة إلى ان الاصلاحات كانت تهدف إلى اصلاح العلاقة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول المنهزمة في الحرب العالمية الثانية عكس الاتحاد السوفياتي الدي كان يطمح في فكرة الانتقام من دول المحور التي كبدت الاتحاد السوفياتي خسائر بشرية واقتصادية فادحة كماان هذه الاصلاحات تعتبر من العوامل الاساسيةللقرن20 التي حافظت على النظام الراسمالي بأوروبا الغربيةواعتبرت من العراقيل التي حالت دون انتشار الشيوعية بأوروبا الغربية ومستعمراتها بافريقية أدت الحرب أيضاً إلى زيادة قوة الحركات الانفصالية بين القوى الأوروبية، والمستعمرات في أفريقيا، آسيا وأمريكا، وحصل معظمها على الاستقلال خلال العشرين عاما التي تلت.
تم إنشاء الأمم المتحدة كنتيجة مباشرة للحرب العالمية الثانية
[تحرير]
الأمم المتحدة
المقال الرئيسي: الأمم المتحدة
بما أن عصبة الأمم فشلت وبشكل واضح في منع الحرب، فإن نظاماً عالمياً جديداً تم بناؤه. وتم إنشاء منظمة الأمم المتحدة في العام 1945. وبالإضافة إلى ذلك ولمنع تكرار مثل هذه الحرب الشاملة مرة أخرى ولإنشاء سلام طويل الأمد في أوروبا، أنشئت جمعية الفحم والحديد الأوروبية عام 1951 خلال معاهدة باريس عام 1951، التي قادت إلى إنشاء الاتحاد الأوروبي لاحقاً.
[تحرير]
بدء الحرب الباردة
المقال الرئيسي: الحرب الباردة
يرى العديدون أن نهاية الحرب العالمية الثانية كانت نهاية بريطانيا كقوة عظمى في العالم، وبداية لتحول الولايات الأمريكية المتحدة والإتحاد السوفييتي لأكبر قوتين في العالم. كانت الاختلافات تتنامى بين هاتين القوتين قبل نهاية الحرب، وبانهيار ألمانيا النازية تدنت العلاقات بينهما إلى الحضيض.
في المناطق التي احتلتها قوات الحلفاء الغربية، تم إنشاء حكومات ديمقراطية؛ وفي المناطق المحتلة من قبل القوات السوفييتية، من ضمنها أراضي حلفاء سابقين كبولندا، أنشئت حكومات شيوعية وصفت بأنها شكلية، واعتبر البعض وخاصة في تلك الدول الشرقية بأنه ذلك خيانة من قبل قوات الحلفاء لهم. وكان الكثيرون في الغرب قد إنتقدوا ذلك معتبرين بأن معاملة روزفلت وتشرتشل لستالين وكأنه حليف ديمقراطي ولاموهم لتعاملهم مع ستالين في يالطا بذات الشكل من المهادنة الذي عومل به هتلر قبل الحرب، وبالتالي عدم تعلمهم من الخطأ السابق وتسليمهم شرق أوروبا للشيوعيين.(تشرتشل ذاته قال بعد بدء الحرب الباردة ما معناه "قتلنا الخنزير الخطأ.")
قُسّمت ألمانيا إلى أربع مناطق محتلة، جُمعت الأمريكية والبريطانية والفرنسية لتشكل ما عرف بألمانيا الغربية، وعرفت المنطقة السوفييتية بألمانيا الشرقية. تم فصل النمسا عن ألمانيا وقسمت هي الأخرى لأربعة مناطق محتلة، والتي عادت لتتحد لاحقا مكونة الدولة النمساوية الحالية. وكوريا أيضا تم تقسيمها على خط عرض 38 شمال.
كانت التقسيمات غير رسمية؛ ولكنها كانت توضح مناطق التأثير، وساءت العلاقات بين المنتصرين بشكل مستمر لتصبح خطوط التقسيم أمرا واقعا وتمثل الحدود الدولية. وبدأت الحرب الباردة، وبسرعة أصبح العالم منقسما إلى حلفين، حلف الناتو وحلف وارسو.