طه حسين أديب ومفكر وشاعر سياسي عربي ( 1889 -1973 )و هو أحد الأركان الأساسية فى تكوين العقل العربى المعاصر ، و صياغة الحياة الفكرية فى العالم العربى ، كما يعد ملمحاً أساسياً من ملامح الأدب العربى الحديث . و مازالت أعماله و معاركه الأدبية و الفكرية من أجل التقدم للأمام و التخلى عن الخرافات التى حاصرت و قيدت العقل العربى لعدة قرون من أهم الروافد التى يتسلح بها المفكرون العرب سعيا نحو مزيد من النهضة و التقدم .
إن طه حسين لم يكن مجرد أديب و لكنه كان مدرسة حديثة و رائدة فى الأدب العربى و كان فى ذاته و مع أقرانه مرحلة من أخصب المراحل فى تاريخ الأدب العربى و أكثرها أنطلاقا و أبداعا و لم يكن طه حسين مجرد مفكر و لكنه كان ركنا أساسيا من حقبة كاملة هى حقبة التنوير فى الفكر العربى . فمازال الفكر و العطاء الذى خلفه هذا العملاق أحد أهم مصادر الأستناره فى الحياة النقدية فى العالم العربى .
ولد طه حسين فى قرية بالقرب من مغاغة فى محافظة المنيا فى جنوب مصر فى نوفمبر عام 1889 م , و كان والده موظفا و أنجب ثلاثة عشر ولدا كان سابعهم فى الترتيب " طه" الذى أصابه رمد ذهب ببصره و أصبح مكفوفا منذ طفولته .
فى عام 1902 بدأ رحلته الكبرى عندما غادر القاهرة متوجها إلى الأزهر طلبا للعلم.
و فى عام 1908 التحق طه حسين بالجامعة المصرية و تلقى دروسا فى الحضارة الإسلامية و الحضارة المصرية القديمة و دروس الجغرافيا و التاريخ و اللغات السامية و الفلك و الأدب و الفلسفة على أيدى أساتذة مصريين و أجانب . و فى تلك الفترة أعد طه حسين رسالة الدكتوراه التى نوقشت فى 15 مايو 1914م .
فى عام 1914 التحق بجامعة مونبليليه فى فرنسا . و فى عام 1915 أكمل بعثته في باريس و تلقى دروسا فى التاريخ ثم فى الإجتماع . ثم حصل على دكتوراه فى الإجتماع عام 1919م , ثم حصل على فى نفس العام على دبلوم الدراسات العليا فى اللغة اللاتينية و كان قد أقترن فى 9 أغسطس 1917 بالسيدة سوزان التى كانت لها أثر ضخم فى حياته .
فى عام 1919 عاد طه حسين إلى مصر و عين أستاذا للتاريخ اليونانى و الرومانى و أستمر كذلك حتى عام 1952 حيث تحولت الجامعة المصرية فى ذلك العام إلى جامعة حكومية و عين طه حسين أستاذا لتاريخ الأدب العربى بكلية الآداب.
فى عام 1942 ، اصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديرا لجامعة الاسكندرية حتى أحيل للتقاعد فى 16 أكتوبر 1944م و استمر كذلك حتى 13 يناير 1950 عندما عين لأول مرة وزيراً للمعارف .
و كانت تلك آخر المهام الحكومية التى تولاها طه حسين حيث أنصرف بعد ذلك و حتى وفاته عام 1973 إلى الإنتاج الفكرى و النشاط فى العديد من المجامع العلمية التى كان عضوا بها من داخل و خارج مصر .
أنتج طه حسين أعمالا كثيرة منها اعمال فكرية تدعو إلى النهضة والتنوير , و أعمال ادبية منها الروايات والقصص القصيرة والشعر , ومن اعماله
: على هامش السيرة ، الأيام ، حديث الأربعاء ، مستقبل الثقافة فى مصر ، الوعد الحق ، فى الشعر الجاهلى ، المعذبون فى الأرض ، صوت أبى العلاء ، من بعيد ، دعاء الكروان ، فلسفة ابن خلدون الإجتماعية ، الديمقراطية فى الإسلام ، طه حسين و المغرب العربى .
كذلك قام طه حسين بدور اجتماعى وسياسى كبير فى إنهاض المجتمع المصرى وتنوير العقل العربى , وارتبطت به دعوة مبكرة من أجل مجانية التعليم وهى الدعوة التى قادها تحت شعارالعلم كالماء والهواء حق لكل إنسان .