عدد الرسائل : 230 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 25/11/2007
موضوع: كارثة القرن 1 السبت ديسمبر 29, 2007 7:24 pm
خمسون ألف كويتي مهددون بالموت1073 بئر بترولي دمرت في لحظاتالخبراء قالوا لن تنطفئ الآبار قبل ثلاث سنوات . . . والفريق الكويتي حطم التوقعات وأطفأها في سبعة أشهر
إن الحروب التي اندلعت في أعقاب الحرب العالمية الثانية في مناطق متفرقة من العالم مثل الحرب الكورية في عام 1950 وحرب فيتنام والحروب العربية الإسرائيلية التي استخدمت فيها الأسلحة الفتاكة ضد الإنسان والبيئة على حد سواء قد جعل كثير من الدول تعيد النظر بالاتفاقيات السابقة وقد ظهر مبدأ حماية البيئة بشكل علني من خلال بروتوكول جنيف في عام 1977 الذي أكد مبدأ ضرورة حماية البيئة الطبيعية من الحروب وآثارها.
ومنذ تحرير الكويت بتاريخ 26 فبراير 1991 توافدت أعداد كبيرة من العلماء والخبراء المختصين بشؤون البيئة وأقيمت الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية في أكبر مراكز البحوث في العالم في محاولات لإنقاذ البيئة ومعرفة الآثار الآنية والمستقبلية لهذه الكارثة وتحديد نطاقها.
وإذا اتفقت جميع الآراء على أن البيئة في منطقة الخليج تعرضت لكارثة بيئية عظيمة فإن الاجتهاد حول حجم الكارثة ومدى تأثيرها على المنطقة والعالم بشكل عام قد تباينت حيث انه من الصعب وباعتراف الخبراء التوصل إلى إجابات وافية لأسئلة كثيرة متعلقة بالكارثة لذا فإنه من الضروري إخضاع المنطقة لمراقبة ومتابعة علماء البيئة لسنين عديدة حتى يتسنى لهم معرفة الأضرار الحقيقية وسبل علاجها. وفي دراسات مبدئية قامت بها الجمعية العلمية الوطنية إحدى الوكالات الفيدرالية الأمريكية المختصة في مايو 1991 وبالاعتماد على القياسات التي أخذت تشير إلى مليون إلى مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون كانت تتصاعد من الحرائق يوميا وهذه النسبة تمثل 1% من مجموع ثاني أكسيد الكربون المنبعث في العالم كله. كما أكدت بعض الدراسات في تحليل لمخاطر هذه الكارثة إلى أن 50 ألف شخص في الكويت سوف تكون حياتهم أقصر بطريقة ما في السنوات القادمة بينما سوف تصيب أضعاف اضعافهم الكثير من الأمراض القاتلة بسبب الدخان وما يحتويه من غازات وكيماويات سامة مختلفة يذكر أن الدخان المنطلق من الآبار قد وصل دولا مختلفة من العالم منها دول وسط آسيا.وقد هطلت أمطار سوداء على البحرين والسعودية وقطر وإيران وسلطنة عمان هذا ووصلت الأمطار السوداء المحملة بالنفط والغاز إلى جبال الهمالايا أيضا كما سقطت كميات كبيره جدا من السخام على الكويت لتغطي النباتات والمباني وقد أثرت على الطيور والحيوانات الأخرى إضافة إلى تحويل النهار ليلا عند سكون الرياح مما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة إلى أربعة درجات مئوية وقد اثر هذا الانخفاض على الكثير من الكائنات البحرية.
من جرائم صدام البيئية :
في 19/1/1991 قامت القوات العراقية بفتح صمامات النفط الخام على الجزيرة الصناعية لضخ النفط الخام في ميناء الأحمدي ولم يتم اكتشاف ذلك إلا في يوم 25/2/1991 الأمر الذي أدى إلى تسرب كميات كبيرة من النفط بالخليج وقد اضطرت قوات التحالف إلى قصف صمامات الأنابيب التي تزود الجزيرة الصناعية بالنفط الخام لإيقاف نزف البترول في مياه الخليج وأصدرت وزارة الدفاع الأمريكية بيانا بتاريخ 26/1/1991 يؤكد نجاح تلك العملية. 21-22/1/1991 بدأ التفجير المتعمد لآبار النفط الكويتية في حقل الوفرة ومحطات التكرير والتخزين في منطقة الشعيبة وميناء عبدالله . وقد قامت قوات التحالف بأخذ صور جوية لتلك الحرائق بمواقعها وحجمها. كما قامت القوات العراقية بتاريخ 22/1/1991 بتفجير (3) منشآت نفطية كويتية بطريقة متعمدة واكدت ذلك مصادر سعودية رسمية في نفس اليوم عن وجود تسرب نفطي في مياه الخليج من جراء قصف مدفعي على منشآت تخزين نفط كويتية ومحطات تكرير أيضا. وبالرغم من مناشدة دول العالم لذلك النظام بعدم التمادي في عدوانه خاصة بما يعرض البيئة الطبيعية للخطر والدمار الشامل إلا أنه قام بتاريخ 25/1/1991 بجلب عدد (5) ناقلات نفط عراقية من ميناء البكر محملة بالنفط الخام قامت بتفريغ حمولتها قبالة ميناء الاحمدي وفي اليوم نفسه اكتشفت قوات التحالف عن طريق طائرات الاستطلاع أن السفن الخمسة قد أفرغت حمولتها في الخليج حيث شكلت هذه الكمية الأخرى من النفط الذي سربه النظام العراقي نصف الكمية التي تم تسريبها بتاريخ 19/1/1991 منذ إعلانه الحرب على البيئة في المنطقة كما قام النظام العراقي بضخ النفط من ميناء البكر وكذلك من قنوات تم حفرها على الشواطئ لهذه الغاية.
استكمال الجريمة :
ومع بداية شهر فبراير 1991 وإحساس النظام العراقي انه سيدحر من دولة الكويت قام بتكثيف عمليات التفجير لآبار النفط المنتجة والاحتياطية ومراكز التخزين والتكرير بمعدل 100 بئر يوميا إلا أن بعض رؤوس الآبار لم تشتعل بها النيران ، بل كانت تبث النفط في الهواء بمعدل 40.000 برميل يوميا مكونة بحيرات نفطية على الأرض وصل عمقها إلى اكثر من متر وأخذت تتسع تدريجيا لتغطي مساحة قدرت بحوالي 50كم في كل من الحقول الشمالية والجنوبية وكانت نتيجة ذلك العمل الهمجي تعرض 1073 بئر نفطي للتدمير والاحتراق وطبقا للإحصائيات الرسمية فإن 613 بئرا حرقت، 76 انفجرت ولكنها لم تشتعل وبدأت تضخ النفط مشكلة بحيرات نفطية،99 بئر دمرت تدميرا شاملا إضافة إلى 285 بئر مدمر بدرجات متفاوتة في المنطقة المشركة بين الكويت والسعودية وقد قدرت كمية النفط الخام المحترقة بحوالي 6 مليون برميل يوميا.
إطفاء آخر الآبار المحترقة :
حررت الكويت ، ولكنها لم تنجو من الدمار وحرائق الآبار ونظرا لضخامة وكثافة النيران والأدخنة من هذه الحرائق فقد توقع خبراء عالميون أن عملية إطفاء هذه الحرائق ستكون في غضون ثلاثة سنوات ، إلا أن وزارة النفط الكويتية عملت على دراسة إمكانية خفض هذه الفترة وإنهاء الكارثة في فترة قصيرة ولتحقيق هذا الغرض تم زيادة عدد فرق إطفاء حرائق آبار النفط التي وصل عددها إلى 18 فريقا استخدمت احدث الطرق والأساليب كما تم إنشاء فريق وطني كويتي للقيام بالعمل مع الفرق المتخصصة وبدأ العمل الفعلي لإخماد تلك الحرائق في 3 مارس 1991 وتمت السيطرة على أول بئر محترقة وهو ( حقل الاحمدي بئر رقم 24 ) بتاريخ 29 / 10 /1991 وفي تاريخ 6/11/1991 ومع إصرار الكويت على إنهاء آثار العدوان والبدء في إعادة الإعمار ومن اجل إعادة تأهيل القطاع النفطي ( العصب الاقتصادي ) وإعادته إلى المستوى الذي كان عليه قبل العدوان العراقي أتم الفريق الكويتي لإطفاء الآبار المحترقة مهمته في سبعة اشهر محطما كل التوقعات والدراسات التي ادعت أن الآبار لن تطفاء قبل ثلاث سنوات.