Ahmed Zakarya عـضـو ذهبي
عدد الرسائل : 330 العمر : 39 الموقع : www.azakaria.tk تاريخ التسجيل : 26/11/2007
| موضوع: الترتيب الزمني وتسلسل أحداث معارك الإمام المهدي وحروبه(1) الإثنين نوفمبر 26, 2007 7:59 pm | |
| الترتيب الزمني وتسلسل أحداث معارك الإمام المهدي وحروبه
وقفنا قبل قليل على التقاطيع الأساسية للصورة العامة والمجملة التي رسمها رسول الله لمعارك الإمام المهدي وحروبه، واستوعبنا تأكيداته القاطعة بأن الإمام المهدي سيفتح كافة حصون الضلالة في العالم، وسيقضي على كل جبار وابن جبار فيه، وسيتولى نتيجة لهذه المعارك والحروب وثمرة للآيات والمعجزات. الصفحة 268
والدعم على كافة أقاليم الكرة الأرضية، وأنه سيولي على كل إقليم من أقاليم الأرض أحد رجاله. أما تاريخ كل معركة من معارك الإمام المهدي، ومتى تقع، وكيف تتسلسل الأحداث بالدقة التامة، فهذه أمور لا نعرفها على وجه الدقة واليقين، ولا أحد في العالم كله يعرفها إلا رسول الله، وأئمة أهل بيت النبوة الذين ورثوا علمي النبوة والكتاب، لأن معارك الإمام المهدي وحروبه لم تقع للآن ولم تحدث ولم تتحول إلى تاريخ، بل ما زالت في رحم الغيب، ثم إن كافة الأمور المتعلقة بنظرية الإمام المهدي قضايا غيبية إيمانية مستقبلية أوحاها الله لرسوله، وبينها الرسول للمسلمين بحدود قدرة الكلام على البيان، فهي كقضايا الجنة والنار والصراط والحساب أمور ستحدث حتما، ولكن متى وكيف ؟ فإن الإجابة بحدود المعلومات اليقينية التي وصلتنا من رسول الله، ولا نملك أن نزيد في هذه المعلومات أو أن ننقص منها لأنه لا مجال للاجتهاد في هذه الأمور الغيبية.
والخلاصة أن الترتيب الزمني لمعارك الإمام المهدي وحروبه لا يمكن تحصيله إطلاقا، ولا يمكن الوقوف عليه، لأن تلك المعارك والحروب لم تقع بعد، صحيح أن الرسول قد بين كل شئ، وأنه قد أورث علمي النبوة والكتاب لأئمة أهل بيت النبوة، وهم مؤهلون وقادرون على الإجابة على كل سؤال، وقد بينا أن دولة الخلافة قد منعت رواية وكتابة الأحاديث النبوية من اليوم الثالث لوفاة الرسول، وحتى طوال مائة عام، وبينا الظروف التي عاشها أئمة أهل بيت النبوة والمعاناة التي تعرضوا لها، والعزلة التي فرضت عليهم وكل هذا قد أدى إلى حرمان المسلمين من الوقوف على حقيقة كل ما قاله رسوله، لأن أحاديثه قد رويت بعد مائة سنة من صدروها عنه، وحرمان الناس من الانتفاع الكلي من علمي النبوة والكتاب الذين ورثهما أئمة أهل بيت النبوة، وبالتالي تمخض هذا عن وجود أسئلة بدون أجوبة، وأمور مفتوحة بدون تغطية، خاصة وأنه لا يوجد الآن إمام لأهل بيت النبوة، فخاتم الأئمة هو المهدي المنتظر وهو غير ظاهر، بمعنى أن الوقوف على الترتيب الزمني لمعارك المهدي وحروبه ضرب من المستحيلات في أيامنا هذه.
ولا يبقى أمامنا إلا محاولة ترتيب حوادث ومعارك وحروب الإمام المهدي حسب الرقم المتسلسل لوقوعها، بمعنى أن تقع حادثة، فنعرف الحادثة التي تليها. الصفحة 269
بالضبط، ثم نعرف الثالثة والرابعة.. الخ. وتوضيحا للصورة نسأل ما هو أول إقليم من أقاليم الأرض قد أخضعه الإمام المهدي لسلطانه ؟ وما هو الإقليم الثاني والثالث والرابع فلا نقوى على ربط الأحداث بتسلسل وقوعها، ولا معرفة أقاليم الأرض بتسلسل فتح الإمام المهدي لها، لكن معرفة تسلسل وقوع الحوادث أهون على الباحث من معرفة التسلسل الزمني لوقوعها، فمعرفة التسلسل الزمني لوقوع معارك المهدي وحروبه مستحيل استحالة مطلقة، أما ترتيب الأحداث والمعارك والحرب بتسلسل وقوعها فممكن إن تعاون على تحقيقه عصبة من العلماء الأفذاذ، وبالرغم من كثرة بحوثي في هذا المجال، ومحاولاتي التي لم تتوقف للاطلاع على ما كتب فيه، فإني لم أجد أفضل ولا أشمل ولا أعمق ولا أقرب لروح العصر من كتاب سماحة العلامة الشيخ علي الكوراني الموسوم (بعصر الظهور) لقد كان الجهد الذي بذل فيه كبيرا، فجاء الكتاب كثمرة طيبة لذلك الجهد، إن ترتيب الشيخ الكوراني لتسلسل الأحداث وربطها أمر يثير الإعجاب والاحترام، ولا عجب فالشيخ الكوراني هو الذي أشرف على جمع وتبويب موسوعة أحاديث الإمام المهدي، مما أهله وأعده لينجز كتابه الرائع (عصر الظهور)، ومما مكنه من أن يكون بحق أعظم المراجع بالأمور المتعلقة بنظرية الإمام المهدي المنتظر.
والخلاصة أنه من غير المعقول ولا المنطقي أن ننقل كل ما ورد في كتاب عصر الظهور لنقف على تسلسل معارك وحروب الإمام المهدي، إنما اكتفينا بالإشارة إليه، وأرى أن الأنسب لي أن أضع (سيناريو) لتسلسل الأحداث والمعارك والحروب التي خاضها الإمام المهدي وأصحابه بالحجم وبالمدى التي أشارت إليه الأحاديث النبوية، والأحاديث التي رواها الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة، وأرى أنني غير ملزم بسد الثغرات، لأن هذه الأمور لا مجال للافتراض ولا للاجتهاد بها، وتركها أولى من محاولات سدها.. الصفحة 270
الفصل السادس تسلسل أحداث ظهور الإمام المهدي ومعاركه وحروبه (السيناريو)
ظهور نظرية الإمام المهدي المنتظر وتغيبها كفكرة
ظهرت نظرية الإمام المهدي المنتظر على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد بين للمسلمين ما أوحى إليه ربه حول الإمام المهدي المنتظر، وأطلعهم على كليات وتفاصيل هذه النظرية تماما، كما أوحيت إليه، وفهم المسلمون الذين استمعوا إليه، وفهموا منه بأن الإمام المهدي المنتظر هو خاتم أئمة أهل بيت النبوة الذين اختارهم الله تعالى لقيادة الأمة من بعده، وأن ظهور الإمام المهدي من الحتميات الإلهية التي لا بد من وقوعها، ذات يوم، وأكد الرسول هذه الحقيقة بكل وسائل التأكيد، وبينها بكل طرق البيان إلى درجة أن الرسول قد قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذات اليوم حتى يبعث الله الإمام المهدي فيملأ الأرض عدلا)، وقد فصلنا ذلك ووثقناه توثيقا كافيا في الأبواب السابقة وأجمعت الأمة على حتمية صدور هذه الأحاديث عن رسول الله. كان المسلمون على عهد رسول الله يرسلون هذه الحقائق التي سمعوها من رسول الله إرسال المسلمات، ويعتبرونها جزءا من علوم الغيب التي خص الله بها نبيه، ويؤمنون بها كما يؤمنون ببقية الأمور الغيبية من جنة ونار وعذاب وثواب، مع الاختلاف بعمق هذا الإيمان من فرد إلى فرد.. الصفحة 271
تغييب نظرية الإمام المهدي وإخفائها
بعد فتح مكة، وبعد أن بردت جراحات المواجهة بين الرسول وبين بطون قريش وبعد أن استسلمت بطون قريش، واضطرت لإعلان إسلامها، حدث تقارب بين المهاجرين والطلقاء من أبنائها، واستذكر الطرفان قتلى البطون وتفاصيل المواجهة بين تلك البطون وبين رسول الله وآله، وفهموا حقيقة، أن الرسول قد رتب الأمور من بعده ليكون أول خلفائه علي بن أبي طالب، ويتعاقب على الحكم من بعده أحد عشر إماما أو خليفة وكلهم من ذرية النبي ومن بني هاشم وأن الرسول قد أعلن كل ذلك على المسلمين، بسلسلة مترابطة من الأحاديث النبوية، وأخبرهم بأن ترتيب الأمور من بعده عمل رباني ولا علاقة له به وما هو إلا عبد مأمور يعلن ما يأمره الله بإعلانه، هذه الترتيبات لم ترق لبطون قريش ولا لأبنائها المهاجرين منهم والطلقاء، واستبعد أبناء البطون أن يكون الله تعالى قد رتب مثل هذه الأمور، فهل يعقل برأي البطون أن يكون النبي من بني هاشم، وأن يكون الخلفاء هاشميون!!! إن هذا أمر لا يمكن تصديقه!! فكيف يصرف الله تعالى الشرف كله عن بطون قريش ال 23 ويحصر شرفي النبوة والخلافة ببني هاشم!!
وقدر قادة البطون بأن محمدا كبشر هو الذي وضع هذا الترتيب ولا علاقة لله به!!
ثم توصلوا أي نتيجة مفادها بأن حصر النبوة والخلافة ببني هاشم إجحاف على حد تعبير عمر بن الخطاب!! وأن الأفضل والأوفق والأصوب أن يختص الهاشميون بالنبوة لا يشاركهم فيها أحد من البطون، وأن تختص بطون قريش بالخلافة لا يشاركهم فيها أي هاشمي قط، وبناء على هذا أجمعت قريش إلا من هدى الله، وصممت أن تستولي على منصب الخلافة بالقوة والتغلب وكثرة الأتباع وأخذت تعد العدة وتتربص، وتنتظر بفارغ الصبر موت النبي لتنفذ ما اتفقت عليه، ولما قعد النبي على فراش المرض، وأيقنت البطون بحتمية موته، شرعت بالفعل بتنفيذ مخططها الرامي إلى الاستيلاء على منصب الخلافة بالقوة والتغلب، وكثرة الأتباع، وتجاهل كافة الترتيبات التي أعدها النبي لعصر ما بعد النبوة، وأعلن أنها ترتيبات إلهية!! إلى درجة أن زعامة بطون قريش قد واجهت النبي شخصيا وهو مريض. الصفحة 272
وقالت له: (أنت تهجر، ولا حاجة لنا بوصاياك، لأن القرآن عندنا وهو يكفينا!!!) وقد أكد أئمة أهل بيت النبوة ومن والاهم أن هذه التصريحات الخطيرة قد صدرت بالفعل من زعامة بطون قريش، وأكد العلماء الأعلام من شيعة الخلفاء (أهل السنة) بأن هذه التصريحات قد صدرت بالفعل من زعامة بطون قريش للنبي وهو على فراش المرض، فقد رواها البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه... الخ، وقد وثقنا كل ذلك في كتابينا (نظرية عدالة الصحابة) و (المواجهة) وفي الباب الأول من هذا الكتاب.
وما يعنينا إبرازه في هذا المجال هو أن حزب بطون قريش استطاع أن يستولي على منصب الخلافة خلال يومين فقط، وواجه المسلمين بأمر واقع فإما أن يقبلوه، وإما أن يواجه وجاهة الأكثرية (زعامة بطون قريش) تلك الزعامة التي حاربت النبي وقاومته 23 سنة، ومن يقوى على مواجهة بطون قريش بعد النبي!!
ولنفترض أن عليا بن أبي طالب والهاشميين قد قرروا آنذاك مواجهة البطون، فإن تلك المواجهة ستكون انتحارا، وستؤدي إلى فتنة قد تقتلع دين الإسلام من جذوره، وترد الناس إلى الشرك فلا يبقى من الإسلام لا اسمه ولا رسمه ولا مضمونه، بل ستقتلع تلك الفتنة لو حدثت كل ما بناه الرسول من جذوره، لذلك فضل أهل بيت النبوة الاحتجاج بشكل لا يشق جماعة المسلمين، ولو تيسرت لأهل بيت النبوة أسباب القوة لتمكنوا من هزيمة الانقلابيين بأقل الخسائر، ولكن سريعا قبض الانقلابيون على منصب الخلافة والنفوذ والمال وفتحوا أبواب مواجهة بين المسلمين وبين الدولتين الأعظم.
| |
|