step by step
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بوابة الثقافة والمعرفة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فوضى الفتاوى.. الخطر القادم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ahmed Zakarya
عـضـو ذهبي
عـضـو ذهبي
Ahmed Zakarya


عدد الرسائل : 330
العمر : 39
الموقع : www.azakaria.tk
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

فوضى الفتاوى.. الخطر القادم Empty
مُساهمةموضوع: فوضى الفتاوى.. الخطر القادم   فوضى الفتاوى.. الخطر القادم I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 29, 2007 2:43 am

بسم الله الرحمن الرحيم


فوضى الفتاوى.. الخطر القادم


 

لم ننته بعد من فوضى فتاوى الفضائيات، حتى فوجئنا بفوضى جديدة في مجال الإفتاء، وهي فوضى الإفتاء عبر البريد الإلكتروني وعبر رسائل المحمول؛ فالعديد من الفتاوى تصل من أرقام ومواقع غير معلومة ومجهولة المصدر، تفتي في الدين، وتدعو لأفعال، وتنهى عن أفعال، ويطلب مرسلها من المستلم أن يقوم بتوزيعها ونشرها حتى ينال الثواب العظيم، وحتى لا يتعرض لغضب كبير من الله!!.

فتاوى مجهولة النسب

تقول الدكتورة آمنة نصير -أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عضوة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية-: "إننا حتى الآن لم نتعامل مع وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة بشكل صحيح، وهذا يرجع إلى أن من لا يصنع الشيء لا يحترم استخدامه، ونحن مستوردون للتكنولوجيا ووسائلها الحديثة، ولهذا لا نحسن التعامل معها وتطويعها لما ينفع أمتنا الإسلامية".

أما عن الفتاوى التي ترسل للمسلمين عبر هواتفهم المحمولة وبريدهم الإلكتروني من قبل أشخاص مجهولين الهوية ومواقع لا يُعرَف انتماؤها أو أصحابها، فتقول الدكتورة آمنة: "إنه أمر غاية في الخطورة، إنه إفساد للمجتمع، كما أن إرسال مثل هذه الرسائل بتلك الفوضى يولد نوعا من الإحساس بأنه لم يعد هناك ضوابط لأي شيء، فحتى الفتاوى تم التجرؤ عليها، وبالفعل هناك فوضى حقيقية في مجال الفتوى، تثير نوعا من البلبلة والجدل".

وتضيف الدكتورة آمنة: "ترجع أسباب الجرأة على الفتوى لقلة العلم، وقلة الخوف من الله، وحب الظهور، أو إلى قصد التضليل والإفساد، قال تعالى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ والإثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]. وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الاجتراء على الفتوى وبيَّن خطرها، فقال: ‏من أُفتي بفتيا من غير ثبت، فإنما إثمه على من أفتاه (رواه ابن ماجة)".

وترى الدكتورة آمنة أنه لا بد من وضع قوانين رادعة تضبط استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، إلا أنها تعتقد أن هذا الأمر صعب من الناحية العملية حتى الآن، إلا أنه مطلوب.

وتناشد الدكتورة آمنة الشباب المسلم المتخصص والذي تستهدفه تلك الرسائل أن يقوم بمتابعة المصادر التي تبث هذه الفتاوى في محاولة للوصول إلى مروجيها لتحديد هوياتهم وانتماءاتهم، كي يتم التعامل معهم.

وتحث الدكتورة آمنة وسائل الإعلام لعمل توعية شاملة للمسلمين ليكونوا على حذر مما يرسل لهم من فتاوى وعدم تداولها فيما بينهم دون التحقق من صحتها.

وتستنكر الدكتورة آمنة نصير موقف المؤسسات الدعوية من تلك الفوضى الحادثة في مجال الفتوى، وتقول: "على المؤسسات الدينية أن تفيق من السبات العميق الذي تعيش فيه، وأن تقوم بدورها؛ فرجالها من الدعاة هم الفئة القادرة على تغيير ثقافة المجتمع ونصحه وإرشاده بعدم التعامل مع تلك الفتاوى، وعدم نشرها". وتتساءل مستنكرة: "إلى متى سوف تظل أحاديثهم مقصورة على الطهارة والحيض والنفاس والعلاقات الزوجية؟!!، ألم يحن الوقت كي يتعاملوا مع العصر ومتغيراته وقضاياه المستحدثة؟!!".

وتوجه الدكتورة آمنة رسالة إلى من يرسلون مثل هذه الرسائل فتقول: "يجب أن يخجل مرسل هذه الرسالة من هذا الفعل؛ فهو قد ينشر الفساد والبلبلة بين المسلمين، بل إنه ينتهك خصوصية صاحب الهاتف المحمول، وصاحب البريد الإلكتروني، والإسلام وضع الحصانات الأخلاقية لحماية خصوصية الفرد، بشكل يفوق كل النظريات المتقدمة في العالم".

فتاوى أم فيروسات؟!



أما الدكتور محمد شامة -أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية بجامعة الأزهر، مستشار وزير الأوقاف المصري للشئون الدينية والثقافية- فيؤكد خطورة ظاهرة إرسال الفتاوى عبر الإيميلات ورسائل المحمول، مشيرا إلى صعوبة تحديد مرسليها، خاصة المرسلة عبر الشبكة الإلكترونية، ويقول: "المطلوب الآن هو سرعة توعية المسلمين، وهذا ما نحاول جاهدين القيام به من خلال وزارة الأوقاف، فنحن نحث المسلمين على أخذ الفتوى من المؤسسات الدينية الموثوق بها فقط، وعدم التعامل مع الفتاوى مجهولة المصدر، والتي قد تكون صادرة عن أشخاص غير مؤهلين".

ويضيف الدكتور شامة: "إن فتح مجال الفتوى أمام الجميع بصرف النظر عن مؤهلاتهم وعلمهم أمر ينطوي على خطر حقيقي، يؤدي إلى ارتكاب أخطاء في الدين، وإلى ضياع التعاليم الإسلامية، ونشر البلبلة بين المسلمين، ومن ثم يحدث فساد داخل المجتمع، وهذا هو الهدف الذي يسعى إليه أعداء الأمة الإسلامية، وقد تكون تلك الفتاوى المرسلة من أناس من غير ديننا، يرغبون في تدمير أخلاقنا ومجتمعنا، حيث فطن أعداء الإسلام إلى استغلال وسائل الاتصال الحديثة في اختراق عقول الشباب المسلم بأفكار وثقافات مخالفة للدين الإسلامي، وهم يعلمون جيدا أن شبكتي الإنترنت والمحمول أصبحتا هما الشغل الشاغل للشباب المسلم؛ لذا فهم يحاولون تحقيق أهدافهم الخبيثة من خلال هاتين الشبكتين".

ويوجه الدكتور شامة نصيحة للشباب قائلا: "إذا كنتم تتعاملون بحذر مع الرسائل المجهولة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني وتسرعون في حذفها دون فتحها خوفا من أن تكون حاملة لفيروس يدمر جهاز الكمبيوتر فيجب أن تتعاملوا مع رسائل الفتاوى هذه بنفس الطريقة وتسرعوا في إزالتها دون قراءتها ودون فتحها؛ فالفيروسات التي تحملها أشد خطورة وقسوة وتدميرا".

ويرى الدكتور محمد شامة أن التصدي لخطر الفتاوى مجهولة المصدر والهوية هو واجب على كل مسلم لديه وسيلة لتوصيل المعلومة الصحيحة للمسلمين.

منع العبث والفوضى

أما الدكتور زكي محمد عثمان -رئيس قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر- فيؤكد أن هذه ظاهرة عبثية وغير مسئولة، ويجب أن نتصدى لها جميعا بحزم وقوة. ويقول: "الفتوى من أعظم شئون الإسلام التي تتعلق بها أمور المسلمين في دنياهم وآخرتهم، ويتوقف عليها الانضباط في مجتمعنا الإسلامي. ولقد عُرضَت على الإمام مالك أربعون مسألة فأجاب على أربع منها وتوقف عن الإفتاء في البقية". ويستشهد الدكتور زكي بقول ابن أبي ليلى المحدث الفقيه: "أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُسأل أحدهم عن المسألة، فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول، وما منهم من أحد يُحدِّث بحديث، أو يُسأل عن شيء، إلا وَدَّ أن أخاه كفاه" ويقول الإمام أحمد: "ينبغي للرجل إذا حمل نفسه على الفتيا أن يكون عالما بوجوه القرآن، عالما بالأسانيد الصحيحة، عالما بالسنن، وإنما جاء خلاف من خالف لقلة معرفتهم بما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وضعف تمييزهم لصحيحها من سقيمها".

ويتابع الدكتور زكي: "هكذا كان المسلمون الأوائل يتعاملون مع الفتوى، أما الآن فالكل يتعرض للفتوى، وهنا يكمن الخلل والخطر العظيم في الاستهانة والاستهتار بخطورة وتأثير الفتوى العبثية في حياة الأمة الإسلامية".

ويشير الدكتور زكي إلى أننا الآن في عصر لا نحتمل فيه الاجتهادات الطائشة غير المقننة، والآراء المبنية على الأهداف المدمرة.

حملات إعلامية مكثفة

الدكتورة هويدا مصطفى -مستشارة معهد الأهرام الإقليمي للصحافة، رئيسة وحدة الإعلام البيئي والتنمية- تشير إلى أن الإعلام قادر على الإسهام بإيجابية في بناء الفرد المسلم، من خلال ما يقدمه من منظومة القيم والأخلاقيات، وتقول: "نحن نحتاج إلى حملات إعلامية مكثفة عبر كافة وسائل الإعلام توجه فكر النشء والذي يعيش في مرحلة عمرية سهل التأثير عليها، كي يكون مدركا لخطورة الانسياق وراء تلك الفتاوى وتداولها، وحتى يصير هو ذاته عضوا في حملات التصدي لها.

وتؤكد الدكتورة هويدا أن أمثال هذه الرسائل تعمل على تشويه القيم والمعتقدات الدينية التي يؤمن بها الفرد، كما أنها تمهد وتروج لعادات وأنساق اجتماعية تخالف تقاليد وأخلاقيات المجتمع الإسلامي، وتؤثر سلبا على تركيبة الإنسان السوي، وهذا هو قمة الغزو الثقافي الذي يتعرض له مجتمعنا المسلم.

وترى الدكتورة هويدا أن المدخل الديني هو أسرع المداخل تأثيرا، وتقول: "المجتمع الإسلامي يتسم بالحساسية الشديدة تجاه كل ما هو ديني، وما يحدث الآن هو استغلال الاستمالة الدينية الموجودة لدى كل المسلمين باستخدام رسالة موجهة بأحدث الوسائل التكنولوجية والمحببة خاصة لدى شبابنا؛ لذا لا بد من التحرك السريع في اتجاه إيجاد إعلام مضاد يوجه المسلمين ويسهم مع المؤسسات الدينية والتعليمية ومع أساتذة علم الاجتماع والنفس في نشر الفتاوى المبنية على أصول فقهية صحيحة، وفي تشكيل وعي ديني وثقافي واجتماعي قوي قادر على عدم التأثر بتلك الرسائل، وفي إعطاء المسلمين مناعة تحصنهم من محاولات اختراق معتقداتهم وأفكارهم".

وتتابع الدكتورة هويدا: "نحن لا نحارب وسائل الاتصال الحديثة، ولكننا نتصدى للاستخدامات الخاطئة والضارة لها؛ فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين، ووسائل الاتصال الحديثة هي بالفعل نتاج رائع لثورة الاتصالات والمعلومات، والمضار الناجمة عنها إنما ترجع لسوء الاستخدام من قبل أشخاص يجيدون استغلال كافة الوسائل التي تمكنهم من الوصول إلينا".

وتشدد الدكتورة هويدا على أننا في حاجة إلى مواقع إسلامية تكون جاذبة للشباب تقدم له الجرعات الإيمانية والعلمية، والأمصال الوقائية ضد الغزو الذي يتعرض له، وتلفت انتباهه إلى أهمية أخذ الفتوى من المصادر الدينية الموثوق بها، وغير ذلك يجب عليه ألا يعتد به ولا يثق فيه.



د. آمنة نصير

د. محمد شامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.midolove8082.jeeran.com
 
فوضى الفتاوى.. الخطر القادم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزمالك ناقص العدد ضد الأهلي الأحد القادم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
step by step :: العبادات والأديان-
انتقل الى: